بـــرطــعـــة

 الموقع

تقع قرية برطعة في الشمال الغربي من مدينة جنين، وتبعد عنها حوالي 30 كيلو متراً، وعن بلدة يعبد عشرة كيلو مترات، يحدها من الجهة الجنوبية بلدة قفين وظهر العبد، ومن الجهة الشمالية قريتي عاره وعرعره داخل الخط الأخضر، ومن الجهة الشرقية خربة عبدالله اليونس وقرية أم الريحان، ومن الجهة الغربية قرية برطعة الغربية وقرية أم القطف داخل الخط الأخضر ، وتبعد عن البحر المتوسط خمسة عشر كيلو متراً. ويبلغ عدد سكان برطعه الشرقية حوالي 6000 نسمه

bartaa

نشأت قرية برطعة فوق رقعة منبسطة من أراضي سهل مرج ابن عامر الجنوبية الغربية المجاورة لأراضي السهل الساحلي، وترتفع نحو 200 م عن مستوى سطح البحر، وتقع بين خطي عرض 52″،3،32 وعلى خطي طول 15″، 5، 35 ، هذا الموقع أعطى القرية أهمية إستراتيجية ، فبرطعة تقع على منخفض واسع تحيط بهذا المنخفض السلاسل الجبلية والوديان . ترتفع 170م عن سطح البحر .

برطعه الشرقيه على بعد 30 كم غرب مدينة جنين  بمحاذاة الخط الاخضر واقرب بلد اليها هي بلدة يعبد وتبعد عنها مسافة 11 كم شرقا ويحيط بها ثلاث خرب صغيره هي :خربة برطعة و خربة عبدالله اليونس شرقا وخربة المنطار جنوبا ويحيط بها الجدار الامني من الجهة الشرقية والجنوبيه الذي يفصلها عن الضفه الغربيه تقع قرية برطعه على سفحة تله ارتفاعها في القمه حوالي 350 م عن سطح البحر تبلغ مساحة الخارطه الهيكليه للقرية حوالي 408دونم حسب الخارطه الصادرة في شهر ايار عام 2005  ،يحد برطعه من الجهة الغربيه الخط الاخضر الذي يفصل برطعه الغربيه عن برطعه الشرقيه اللتان كانتا سابقا قرية واحده متداخلة البيوت وتم شطرها عام 1952 وما زالت مشطوره ويفصل بين القريتين وادي صغير  كحد طبيعي بين القريتين .

bartaamap1

وتبلغ مساحة أراضي قرية برطعة 11104 وهي في معظمها ملكيات خاصة وأن أغلب استعمالات الاراضي هي أراضي زراعية منخفضة القيمة الزراعية واراضي متوسطة القيمة وهذه الاراضي تقع ضمن المنطقة c كما ان القرية لا تحتوي على أي إستخدامات لهذه الاراضي تتعلق بالسكن والصناعة والتجارة ويحاول المجلس جاهداً على توسعة الخارطة الهيكلية للقرية منذ بدايات العام 2014 .

bartaamap

التسمية

 3enmaa1

لقرية برطعة عدة اسماء كلها تدل على المدلول نفسه وهو برطعة، الذي استقر اخيراً واصبح متداولاً بين الناس منذ عام 1924م من قبل الانجليز، اما الاسماء التي مرت بها قرية برطعة فهي:

رأس العين : سميت راس العين نسبة الى عين الماء (النبع).

واد الميه : بعد فترة من الزمن لحق الاقرباء بعضهم في برطعة، وسكنوا على جانبي الوادي، وبما ان الوادي جارٍ في الصيف والشتاء، تزداد غزارة مياهه عند هطول الامطار شتاءً، فيفصل الوادي القرية بسبب غزارة المياه،  فسميت برطعة باسم واد الميه.

الحنانة : بعد ان استقر السكان في القرية، وبدءوا بالتوسع وبناء البيوت، امتدت حتى ابتعدت عن عين الماء حوالي كيلو مترين، قام الأهالي ببناء قناة ماء من الصلصال تبدأ من النبعة حتى منتصف القرية، حوالي اثنين كيلو متر، وبنوا بركة لتجميع المياه سميت منذ ذلك الوقت باسم الحنانة، أما كلمة الحنانة مأخوذة من الحناء نسبة الى حجر الصلصال الذي كان لونة أحمر، أو من الحنان لأن كلمة الحنانة تحمل معنى الحنان الذي يربط الناس مع بعض لزيادة القربى والمودة بينهم.

برطعة : وهو الاسم الحالي للقرية، ثبت من قبل الانجليز عام 1924م لتثبتها في سجلات الحكومة الانجليزية، برطعة مشتقة من خربة البرطعاوي الواقعة شرقي القرية، تقوم على جبل مرتفع تستطيع ان ترى البحر أمامك، وترى السفن الموجودة فيه، فبرطعة نسبة الى الشيخ محمد البرطعاوي وهو احد رجال صلاح الدين ألايوبي، الذي كان يحارب معه، وكان مقرة في خربة برطعة، حيث يقوم بمراقبة تحركات الصليبين على الساحل، فعندما كان يلاحظ القوات الصليبية يهرع ليخبر عنها ويحاربها مع الجيوش ألاسلامية بيقادة صلاح الدين الايوبي، وعند الانتصار على الصليبين كان يعود ويبرطع برطعة من كثرة الفرح لنشوة النصر، فقالوا برطع الشيخ، فاليه نسبت برطعة التي تعرف في الوقت الحالي.

اما برطعة بالفتح وسكون الراء يحتمل ان يكون الاسم تحريفاً عن كلمة بارتا السريانية بمعنى نعجة، وقد تكون مشتقةمن perta ألسريانية ايضاً بمعنى الخصب.

برطعة قديما

3enmaa7

عمر القرية لا يتجاوز 300 عام نشأت القرية قرب عين ماء حيث كانت أهم  متطلبات الحياة  كون الناس كانوا يعتمدون   في معيشتهم على تربية المواشي فاكتشاف هذه العين كان أهم أسباب تأسيس القرية منذ ذلك الحين وما زالت هذه العين مصدر مياه الشرب في القرية  حيث تم في عام 1972 إنشاء شبكة  حديثه مياه للقرية  . ظلت القرية بشاطريها  تتطور حتى في العهد الأردني …

وفي عام 1952 وبعد احتلال عام 48  بأربع  سنوات قام الاحتلال الإسرائيلي بتقسيم القرية إلى شطرين غربي وشرقي طبعا بدوافع أمنيه  القسم  الغربي أصبح إسرائيلي والقسم الشرقي بقي تحت الحكم الأردني  وبدأت معاناة الإخوة والأهل في كلا القسمين بسبب عدم السماح لهما بالتواصل والتزاور فانقسمت الأسرة الواحدة إلى قسمين واستمرت الفرقة والمنع حتى عام67 , عام الاحتلال للضفة الغربية وأصبحت الحدود مفتوحة على الطرفين  وبقيت القرية تأن بقسمتها وما زالت حتى اليوم تعاني مرارة التقسيم السياسي  ولاحتلالي قرية برطعة قرية المتناقضات مجتمعين صغيرين من أبناء العائلة الواحدة تعيش في بقعه واحده من الأرض  يفصلهما واد صغير الشرقي منها  يعيش  مرارة الاحتلال ومآسيه والقسم الغربي يعيش حياة أخرى مختلفة تماما  اى مفارقات هذه !!

 

وعاش أهل القرية كبقية أهل فلسطين تحت الاحتلال نعاني ما يعانون حتى عام 2002 عندما جاء الاحتلال بتقسيم داخل تقسيم جاء بجدار الفصل العنصري الذي يفصل برطعة عن الضفة الغربية ونحن نعيش الآن مرارة الجدار والبوابة التي لا احد يستطيع الدخول إلى القرية إلا من خلالها بتصريح ولوقت محدد .

برطعة بين الماضي الأليم والمستقبل المجهول

03

كانت برطعة بشقيها الشرقي والغربي قبل عام 1949 قرية واحده موحده ,وآمنه ولكن في 4 نيسان عام 1949 وحسب اتفاقية رودس تم تقسيم برطعة الصغيرة إلى قسمين شرقي تابع للأردن والغربي تابع لإسرائيل ووضع الحد الفاصل من البراميل بالاضافه للحد الفاصل الطبيعي وهو ألواد , الحد الذي فصل الأم عن ابنها والأخ عن اخيه والاب عن ابنه وفرق الأهل والاحبه والجيران , وعاش الناس حياة تعب وعانوا الكثير من الآلام والمصاعب حتى عام 1967 , حرب حزيران حيث تم احتلال الضفه الغربيه وفتحت الحدود بين القريتين وعاد الناس والاخوان والاقارب يلتقون , وبقيت قرية برطعه الشرقيه تحت الاحتلال وبرطعه الغربيه بقيت تحت السياده الاسرائيليه وعاش الناس حياتهم الطبيعيه .

ويبدوا من الواضح الآن ان التاريخ سيعيد نفسه مره اخرى كما كان في السابق وذلك ببناء الجدار الفاصل الذي سيعيد تقسيم القريه مره اخرى ولكن هذه المره اصعب بكثير وأمر من سابقتها لأن القريه اصبحت مغلقه من جميع الجهات عكس ما كان سابقا حيث كانت القريه مغلقه من جهة واحده وهي جهة الخط الاخضر , وهذا الجدار العنصري طبعا وبلا شك مرفوض من الطرفين في القريه ولن نقبل بأن نعود الى الوراء 50 عاما وتصبح قرية برطعه قريه نائيه في  اقصى الغرب .

وها نحن الآن نعيش في سجن كبير بعد ان تم بناء الجدار الامني كما يسمونه من الجهة الشرقيه للقريه ولا يوجد الا مدخل واحد للقريه وهو الحاجز العسكري الدائم . الذي يعتبر معاناة الناس اليوميه وشغلهم الشاغل , الذي لا يسمح لأحد بالدخول الا بتصريح وبعد تفتيش دقيق حيث مضطر الشخص ان ينتظر وقتاً طويلاً حتى يأتيه الدور ويسمح له بالدخول.